عرب وعالم

دراسة تكشف مفاجأة جديدة عن إنسان "نياندرتال"

محمد الرخا - دبي - الأحد 5 مايو 2024 06:03 مساءً - تاريخ النشر: 

05 مايو 2024, 2:22 م

أظهرت دراسة حديثة أن إنسان النياندرتال، الذي غالبًا ما يتم تصويره على أنه كائن بدائي في الثقافة الشعبية، كان حرفيًا ماهرًا، كما يتضح من تحليل حديث لأدوات خشبية عمرها 300 ألف عام.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذه النتائج تتحدى الحكمة التقليدية بشأن قدرات أسلافنا القدماء، وتسلط ضوءًا جديدًا على التطور التكنولوجي للإنسان القديم.

وكشفت الدراسة، التي أجراها عالم الآثار توماس تيربيرجر، من قسم التراث الثقافي في ولاية ساكسونيا السفلى بألمانيا، عن كنز من القطع الأثرية الخشبية من منجم فحم مفتوح بالقرب من شونينجن شمالي ألمانيا.

وتتزامن هذه القطع الأثرية، التي يعود تاريخها إلى ما قبل 300 ألف سنة، مع الانتقال من إنسان هايدلبرغ إلى إنسان النياندرتال المبكر في أوروبا. ومن بين الاكتشافات كان هناك عشرون رماحًا كاملة أو مجزأة وعصي رمي مزدوجة المدببة؛ ما يوفر نظرة ثاقبة لممارسات الصيد لدى البشر في عصور ما قبل التاريخ.

أخبار ذات صلة

إجراء أول عملية ترميم ثلاثية الأبعاد لجمجمة طفل نياندرتال

وبحسب الصحيفة، تكمن أهمية هذه النتائج في تحدي التصورات القديمة بشأن الذكاء والتنظيم الاجتماعي لبشر ما قبل التاريخ، إذ وصفت المفاهيم السابقة البشر الأوائل بأنهم عاملو نظافة بسيطون، لكن اكتشاف أسلحة الصيد المتطورة يشير إلى مستوى أعلى من القدرة المعرفية، والسلوك التعاوني بين أسلافنا.

وكشف التحليل الدقيق للقطع الأثرية الخشبية، الذي تم إجراؤه باستخدام تقنيات متقدمة، مثل الفحص المجهري ثلاثي الأبعاد، والمسح المقطعي المحوسب، عن أدلة على وجود تقنيات معقدة في الأعمال الخشبية.

ومن المثير للدهشة أنه كان يُعتقد سابقًا أن تقنيات مثل تقسيم الخشب مقتصرة على الإنسان الحديث، لكن وجود مثل هذه الأساليب في القطع الأثرية من العصر الحجري يتحدى هذا الافتراض.

وأوضحت الصحيفة أن المجموعة تضمنت قطعًا أثرية من المحتمل أنها استخدمت في الأنشطة المنزلية؛ ما يشير إلى مجموعة متنوعة من المهارات التي امتلكها البشر الأوائل، لافتة إلى أن الاختيار الدقيق للمواد، مثل شجرة التنوب والصنوبر والقوس، يؤكد أيضًا براعة أسلافنا القدماء.

أخبار ذات صلة

هل كان الأمريكيون الأوائل من بدائيي "نياندرتال"؟

ومن إحدى النتائج الأكثر إثارة للاهتمام التي توصلت إليها الدراسة هي الدليل على إصلاح الأدوات وإعادة تدويرها؛ ما يشير إلى مستوى من الحيلة والقدرة على التكيف تمت الاستهانة به سابقًا في مجتمعات ما قبل التاريخ. بالإضافة إلى ذلك، قدمت التجارب التي تحاكي استخدام الرماح المقلدة من قبل رماة الرمح المدربين رؤى حول فاعلية هذه الأسلحة في الصيد؛ ما يتحدى التقديرات السابقة لمداها ودقتها.

وتقدم الدراسة لمحة مقنعة عن البراعة التكنولوجية والقدرات التكيفية لأسلافنا في العصر الحجري، من خلال إعادة تصور إنسان النياندرتال باعتبارهم حرفيين ماهرين، ويضفي البحث طابعًا إنسانيًا على هذه الشعوب القديمة، ويؤكد استمرارية الحرف اليدوية عبر آلاف السنين.

وكما لاحظ الباحث الرئيسي ديرك ليدر، "كانت الأدوات الخشبية تتمتع بمستوى أعلى من التعقيد التكنولوجي مقارنة بما نراه عادةً في الأدوات الحجرية من ذلك العصر"؛ ما يسلط الضوء على الإنجازات الرائعة لأسلافنا الأوائل في إتقان عصر الخشب.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا